يقال ان كبير السن يشفع له يوم القيامة هل صحيح ؟

السؤال:

قرأ أحد الأشخاص قبل عدة أيام من كتاب " فضائل الأعمال " حيث ذكر : " أنّ يحيى 

بن أكثم جاء في المنام بعد موته لأحد الأشخاص وذكر أنّ الله أدخله الجنة لكبر سنه ، 

فهل هناك أحاديث تذكر أنّ كبر السن سبب في دخول الجنة ؟ وهل سيعيش الرجل في 

البرزخ إن أمر الله بدخوله الجنة لكبر سنه

يقال ، ان كبير ، السن،  يشفع،  له،  يوم،  القيامة ، هل،  صحيح،  ؟


يقال ان كبير السن يشفع له يوم القيامة هل صحيح ؟؟


الجواب :
الحمد لله

 أولا :

كان يحيى بن أكثم القاضي رحمه الله من علماء المسلمين ، فقيها أديبا عاقلا ، قَالَ 

الحَاكِمُ : "مَنْ نَظَرَ فِي "التَنْبِيهِ" لَهُ, عَرَفَ تَقَدُّمَهُ فِي العُلُومِ".

وَقَالَ طَلْحَةُ الشَّاهِدُ: " كَانَ وَاسِعَ العِلْمِ بِالفِقْهِ ، كَثِيْرَ الأَدَبِ ، حَسَنَ العَارِضَةِ ، قَائِماً 

بِكُلِّ مُعْضِلَةٍ ، غَلَبَ عَلَى المَأْمُوْنِ حَتَّى لَمْ يَتَقَدَّمْهُ عِنْدَهُ أَحَدٌ مَعَ بَرَاعَةِ المَأْمُوْنِ فِي 

العِلْمِ ، وَكَانَتِ الوُزَرَاءُ لاَ تُبْرِمُ شَيْئاً حَتَّى تُرَاجِعَ يَحْيَى ".

وقال الذهبي : "كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الاجْتِهَادِ " .

انتهى من "سير أعلام النبلاء"  .

ثانيا :

روى الخطيب في "تاريخه" عن محمّد بن عَبْد الرَّحْمَن الصيرفي قَالَ: " رأى جارٌ لنا 

يَحْيَى بْن أكثم بعد موته فِي منامه ، فقال لَهُ: ما فعل بك ربك ؟ قَالَ: وقفت بن يديه 


فقال لي: سوءةً لك يا شيخ ، فقلتُ: يا رب إن رسولك قَالَ: إنك لتستحي من أبناء 

الثمانين أن تُعذبهم ، وأنا ابن ثَمانين ، أسيرُ الله فِي الأرض ، فقال لي: صدق رسولي 

، قد عفوتُ عنك .

ثم روى عن مُحَمَّد بْن سلم الخواص- الشيخ الصالِح- قَالَ:


رأيتُ يَحْيَى بْن أكثم القاضي فِي المنام فقلتُ لَهُ: ما فعل اللَّه بك؟ فقال: أوقفني بين 

يديه وقال لي: يا شيخ السوء لولا شيبتك لأحرقتك بالنار، فأخذني ما يأخذُ العبد بين 

يدي مولاهُ، فلما أفقتُ قَالَ لي: يا شيخ السوء لولا شيبتك لأحرقتك بالنار، فأخذني 

ما يأخذُ العبد بين يدي مولاهُ ، فلما أفقتُ قَالَ لي: يا شيخ السوء، فذكر الثالثة مثل 

الأوليين ، فلما أفقتُ قلت: يا رب ما هكذا حُدثت عنك، فقال الله تعالى: وما حُدثت 

عني- وهو أعلمُ بذلك- قلتُ: حدَّثَنِي عَبْد الرزاق بْن همّام، حَدَّثَنَا معمر بْن راشد ، عَنِ 

ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك ، عَن نبيك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن جبريل 

عَنك يا عظيمُ أنك قلت: (ما شاب لي عبدٌ فِي الْإسْلَام شيبة إلا استحييتُ منه أن أعذبه 

بالنار) فقال الله: صدق عَبْد الرزاق وصدق معمر وصدق الزُّهْرِيّ وصدق أنس وصدق

 نبيي وصدق جبرائيل، أَنَا قلت ذَلِكَ انطلقوا بِهِ إلى الجنة " .

وقال الحافظ المزي رحمه الله في "تهذيب الكمال":


" وروي عن علي بن هارون الزاهد، قال: رأيت يحيى بن أكثم القاضي في المنام، 

فذكر نحو ذلك ، وروي من وجه آخر عن رجل من أهل سامراء، قال: لما مات يحيى 

بن أكثم رؤي في النوم فذكره، وقال فيه: عن معمر، عن قتادة، عن أنس " انتهى .


والمنامات لا يؤخذ منها حكم ، ولا يثبت بها حديث . 

ولكن يستأنس بها ، فإن الرؤيا الصالحة من المبشرات ، كما روى الترمذي وحسنه 

عن أبي الدَّرْدَاءِ : " عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : ( لَهُمْ الْبُشْرَى 
فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) فَقَالَ : ( هِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ ) " .

وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .وهذا الحديث المذكور في المنام لا أصل له 

بهذا المتن ، وهذا الإسناد ، فلا يعول على هذا المنام في الكلام عليه وكبر السن دعاة 

للتوبة ومراجعة النفس ، كما روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ 

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ ، حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً ) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :" وَالْمَعْنَى : أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ لَهُ اعْتِذَارٌ، كَأَنْ يَقُولَ: لَوْ مُدَّ

 لِي فِي الْأَجَلِ لَفَعَلْتُ مَا أُمِرْتُ بِهِ . يُقَالُ: أَعْذَرَ إِلَيْهِ: إِذَا بَلَّغَهُ أَقْصَى الْغَايَةِ فِي الْعُذْرِ

 وَمَكَّنَهُ مِنْهُ ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ عُذْرٌ فِي تَرْكِ الطَّاعَةِ ، مَعَ تَمَكُّنِهِ مِنْهَا بِالْعُمُرِ الَّذِي حَصَلَ 

لَهُ : فَلَا يَنْبَغِي لَهُ حِينَئِذٍ إِلَّا الِاسْتِغْفَارُ وَالطَّاعَةُ ، وَالْإِقْبَالُ عَلَى الْآخِرَةِ بِالْكُلِّيَّةِ " انتهى .
وروى الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْر رضي الله عنهٍ : " أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ

 مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ قَالَ: (مَنْ طَالَ عُمُرُهُ ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ) " .

وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .


فكبر السن إعذار وإنذار ، ومدعاة للتوبة والعمل الصالح ، وليس هو بمجرده سببا 

لدخول الجنة أو النجاة من النار ، ولكن من 


طال عمره وحسن عمله .

ثالثا :

ورد في بعض الأحاديث أن الله لا يعذب ذا الشيبة المسلم ، ولكنها أحاديث ضعيفة لا 

يثبت منها شيء ، فمنها :- ما رواه زَاهِر بْن طَاهِر الشحامي فِي "الإلهيات" - كما 

في "اللآلىء المصنوعة"  من طريق أَبِي المهزم عَن حُذَيْفَة بْن الْيَمَان



 قَالَ : قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم : ( قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ لي: يَا مُحَمَّد ، قلتُ : 

لبيْك إلهي وسيدي ، قَالَ: إِني لأَسْتَحي من عَبدِي وَأمتِي يشيبان فِي الْإسْلَام أَن 

أعذبهما بِنار ) . 
وأبو المهزم متروك متهم ، كما في "الميزان"  .


- وروى أيضا من طريق سُلَيْمَان بْن عَمْرو عَن عَبْد الله بْن دِينَار عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ 

عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنِّي لأَسْتَحي من عَبدِي 

وَأمتِي إِذَا شَابَا فِي الإِسْلامِ أَنْ أُعَذِّبَهُمَا بِالنَّارِ )

وسليمان بن عمرو ، قال ابن معين : " كان أكذب الناس " .


- وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ( يَقُولُ اللَّهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى 

-: إِنِّي لَأَسْتَحِي مِنْ عَبْدِي وَأَمَتِي يَشِيبَانَ فِي الْإِسْلَامِ ، فَتَشِيبُ لِحْيَةُ عَبْدِي وَرَأْسُ 

مَتِي فِي الْإِسْلَامِ أُعَذِّبُهُمَا فِي النَّارِ بَعْدَ ذَلِكَ) .قال الهيثمي في "المجمع" :


" رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَفِيهِ نُوحُ بْنُ ذَكْوَانَ، وَغَيْرُهُ مِنَ الضُّعَفَاءِ "


- وروى الإمام أحمد عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَا 

مِنْ مُعَمَّرٍ يُعَمَّرُ فِي الْإِسْلَامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، إِلَّا صَرَفَ اللهُ عَنْهُ ثَلَاثَةَ أَنْوَاعٍ مِنَ الْبَلَاءِ :

 الْجُنُونَ، وَالْجُذَامَ ، وَالْبَرَصَ ، فَإِذَا بَلَغَ خَمْسِينَ سَنَةً ، لَيَّنَ اللهُ عَلَيْهِ الْحِسَابَ ، فَإِذَا 

بَلَغَ سِتِّينَ ، رَزَقَهُ اللهُ الْإِنَابَةَ إِلَيْهِ بِمَا يُحِبُّ ، فَإِذَا بَلَغَ سَبْعِينَ سَنَةً ، أَحَبَّهُ اللهُ ، وَأَحَبَّهُ 

أَهْلُ السَّمَاءِ ، فَإِذَا بَلَغَ الثَّمَانِينَ ، قَبِلَ اللهُ حَسَنَاتِهِ ، وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِ ، فَإِذَا بَلَغَ 

تِسْعِينَ ، غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ، وَمَا تَأَخَّرَ، وَسُمِّيَ أَسِيرَ اللهِ فِي أَرْضِهِ ، وَشَفَعَ 

لِأَهْلِ بَيْتِهِ )

قال الألباني في "الضعيفة"  : " منكر " .


ورواه أحمد أيضا موقوفا وقال محققو المسند : " إسناده ضعيف جدا " .




الفيسبوك
0 اخري
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More